بنكيران ...الصدام من اجل الهيمنة و الهدم




علي الغنبوري 

كل متتبع للفعل السياسي  لعبد الاله بنكيران الامين العام لحزب العدالة و التنمية ، سيلحض بسرعة سيادة منطق الصدام الذي يطغى على شخص الرجل ، فكل موافقه و كل خرجاته و كل ما يقوم به يوحي بسيطرة هذا المنطق المطلقة عليه .


طغيان منطق الصدام على شخص عبد الاله بنكيران غير مرتبط بموقع حزبه سواء داخل الأغلبية او المعارضة ، فالرجل تسيطر عليه حدة خطاب غير مفهومة ، تذهب في كثير من الأحيان إلى الاستعانة بقاموس لا اخلاقي و لا سياسي ، اتجاه الكل بدون استثناء .

 

و قد تابع المغاربة كيف كان بنكيران يتهجم على حلفائه في الحكومة عندما كان رئيسها ، و كيف كان يتهجم على القوى الحية في البلاد التي كانت تنتقد قراراته و إجراءاته الحكومية ، و كيف كان يواجه حتى مناضلي حزبه من من لا يتفقون مع خطه التدبيري .


من المؤكد ان هذا المنطق المتملك لشخص عبد الاله بنكيران قد يمكن تفسيره او تبريره بحالة مرضية تطغى على الرجل ، لكن الامر لا يخلو كذلك من خسة  و مكر سياسي يختفي وراء هذا المنطق الصدامي الذي يريد بنكيران اقناع الكل بأنه تصرف عفوي يميز طبيعته او كما يقال بالدارجة المغربية "انا هاكا".


فقد رأينا كيف تخلى بنكيران عن منطقه الصدامي و كيف اصبح يوزع الورود اتجاه التجمع الوطني للاحرار عندما اراد ادخاله للحكومة بعد انسحاب حزب الاستقلال منها ، و كيف كان يتغزل في اخنوش قبل توليه رئاسة حزبه ، و كيف كان يصفه بالنزيه و الجاد و الرجل الوطني .


صدامية بنكيران  قابلة للتعديل و الترطيب بحسب مصالحه و بحسب ما سيجني هو و حزبه من منافع و مكاسب ، فالدولة مثلا تصبح ديمقراطية و عادلة عندما يكون حزبه على راس الحكومة و الجماعات (كيكون العام زين ) و تصبح قمعية و غير ديمقراطية عندما يخسر الانتخابات و عندما يرفضه الشعب المغربي ، و الصحافيون جديون  و مستقلون عندما كانوا يوفرون  له الغطاء الاعلامي لتجربته الحكومية ، لكنهم يصبحون مرتزقة عندما يتجرؤن على انتقاده .


صدامية بنكيران تجد تفسيرها كذلك في منطق الهيمنة الذي يطغى على عقيدته السياسية ، فعندما نهاجم حلفائنا في الحكومة  و نحن من يقودها ، فالامر يتعلق برغبة مؤكدة للاستفراد و الهيمنة و الظهور كما يقال بالعامية " انا بوحدي اللي كاين او خدام " ، و الاخر مجرد مكمل او حتى مشوش و معرقل .

          

للاسف هذا المنطق السياسي البئيس ، مكن بنكيران من النجاح في انتخابات 2016 ، و من الظهور و كأنه الوحيد الذي يمتلك مفاتيح الاصلاح و الدفاع عن مصالح الشعب المغربي ، الذي لا تأخده لومة لائم في قول الحق و الحقيقية ، و الذي لا يغيره موقعه كرئيس للحكومة.


و كما يقول المثل ، لا نغير خطة رابحة ، فإن بنكيران اليوم و من موقع المعارضة بعد الهزيمة المذلة لحزبه ، يريد ان يلعب على نفس الوثر و بنفس المنطق الصدامي الذي إعتاد عليه ، بالتهجم و السب و القذف اتجاه مكونات المعارضة ، و خاصة حزبها الاول .


بنكيران يسعى دائما الى الهيمنة السياسية بغض النظر عن موقع حزبه ، فهو يحاول اليوم ان يقول للجميع انه هو المعارضة و انه الوحيد القادر على معارضة الحكومة و هو من يملك مفاتيحها ، و انه هو و حزبه هو البديل السياسي الموجود داخل الساحة السياسية .


للاسف بنكيران لا يريد ان يدرك ، انه و حزبه يجرون ورائهم تجربة حكومية محبطة و كارثية بكل المقاييس ، بأفعال و مواقف مخزية ،  و ان الشعب المغربي عاش و عاين زيف وعودهم و ادعاءاتهم ، و اكتسب مناعة اتجاه خطاباتهم التضليلة ، و اصبح يعي جيدا ان وراء الصدام الذي يتبناه بنكيران منافع شخصية و أنانية ، بنزعة هيمنة هدامة.


إرسال تعليق

أحدث أقدم